إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 11 يونيو 2014

على أعتاب الموت


على أعتاب الموت
ترى ما الذى يدور فى خلد من يعلم انه على وشك الرحيل بعد عدة ساعات ؟
لو سألنا هذا السؤال لمجموعة من الناس لأختلفت الإجابات اختلافا كبيرا
ولكن ماذا يدور حقيقة فى ذهن من تعرض لهذا الموقف ؟ 

يشعر صاحبنا بأزمة صحية طارئة لم يرى لها مثيلا من قبل .... يعلم جيدا انها لو استمرت فلن يتحملها ... لن تتحمل أجهزة الجسم وخاصة قلبه الواهن ذلك الوحش الضارى الذى يهاجم بكل قوة
تضطرب دقات قلبه ..... يشعر بدوار يلف عقله ... يبذل مجهودا خرافيا ليظل منتبها
لا يستطيع الوقوف .... يشعر بوهن شديد
يطلب من العامل فى مكتبه كوبا من القهوة السوداء ... يرتشفه على مهل ... يحاوره عقله فى اولويات ما يجب فعله
هل يتصل بأولاده فى الوطن يوصيهم ؟ هل يتصل بزوجته يخبرها بقرب رحيله ؟ وما الفائدة من ذلك ؟ فليدعهم فى حياتهم فمهما حاولوا السفر اليه فلن يجدوه حيا فليبقوا فى مصر وسيصلهم جثمانه
يرتفع آذان الظهر ... يردد اللهم أمن خوفى ... يصفو ذهنه قليلا .... بمجهود خرافى يتحامل على نفسه ويذهب للوضوء ويعود ليصلى على مقعده  فلا يريد ان يقابل رب العزة وعليه صلاة
يصلى .... يشعر ببعض النشاط ... يتحرك ويذهب لزميل يوصيه ان يحمله الى مصر فى حالة وفاته ان لم يستطع دفنه بجوار الكعبة ...... ينصرف من العمل مبكرا ويقود سيارته ببطئ على غير العادة فهو لا يريد ان يسبب أى أذى لغيره ان وافته المنية فى الطريق
يصل الى منزله ... لا يبدل ملابسه كما اعتاد حتى يجده من سيدخل بعد وفاته بمظهر لائق ... يتمدد على سريره ... يمر بذهنه شريط حياته سريعا
يشعر براحة غريبة لأنه أخيرا سيستريح من متاعب الدنيا
تتثاقل جفونه ولا يدرى أهو الموت أم النوم ارهاقا من مقاومة الجسد للآلام
يستسلم ... يغيب عن الدنيا
ينتبه على صوت آذان ... جفونه ثقيلة ... هل هو فى قبره يسمع اصوات الدنيا ؟ دقائق ويستطيع ان يفتح جفونه ... انه لايزال على سريره وهذا آذان العصر
يمد يده لاحد الاجهزة بجانبه ليقيس نبضه وضغط دمه .... القلب يعمل والضغط فى المجال المسموح ... انه لايزال حيا ... يبتسم وهو لا يدرى معنى تلك الابتسامة ... أهى سخرية من نفسه أم من الدنيا
مما لاشك فيه ان تلك الساعات سيكون لها تأثير غير محدود على ما تبقى له من عمره
يقوم ببطئ ليصلى ثم ييأخذ قسطا من الراحة ويأتى ليكتب لكم عن تجربته على أعتاب الموت
فعن نفسى اتحدث
.........
ما اعجب الرحال من انسان

رحم الله الرحال حيا وميتا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.