إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 9 يونيو 2016

أجراس ودخان / الجبل

أجراس ودخان / الجبل
بالأمس اطلقت احدى القاطرات دخانها بقوة وكأنها قد نفذ صبرها من الانتظار متأهبة للرحيل .... بعدها بدقائق انطلق جرس خفى فنفثت دخانها بقوة وبدات حركتها وهى تطلق صفارتها وكأنها عويل طويل ... فداخلها تحمل روحا زكية في رحلتها الأبدية

انطلقت القاطرة تحمل روح عمى الكبير في رحلته الحقيقية .. رحلته الى يوم الحساب

أخيرا استراح القلب الكبير من شقاء الدنيا وانطلق في رحلته عسى ان يلقى الأحبة

انهار الجبل اخيرا تحت ضربات القضاء بعد ان تحمل لسنوات ضربات القدر

الجبل الشامخ الذى على مدار سنوات عانى من آلام فراق احبته الواحد تلو الآخر
اخوته .... زوجته .. اثنين من ابنائه ... كان يقف على القبور مودعا شامخا كالطود
يودعهم بكلمات تدل على ما بداخله من حزن عظيم

أذكره يوم ودعنا ابى يقف على القبر قائلا " لاول مرة نفترق يا حاج عبده من ستين سنة " فقد كانا كالتوأمين رغم اختلاف العمر رحمهما الله

رحل عمى الكبير الجبل الشامخ وآخر من كنت انحنى له مقبلا يده كلما قابلته

رحل آخر جيل الآباء ... رحل آخر من كنا في حضرته كالاطفال رغم مشيب رؤوسنا نتحدث بالهمس .. نتحرك بحساب ... لا تفارق عيوننا وجهه البشوش خوفا من ان نغضبه بفعل غير محسوب

انطلقت قاطرته أمس وما يؤلمنى انى لم احضر الصلاة عليه ولم اقبل جبينه قبلة الوداع لوهن صحتى

رحم الله عمى الكبير الحاج محمد العتبانى  ورحم الله والدى

رحم الله الرحال حيا وميتا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.