إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 3 يناير 2019

فى مثل هذا اليوم / أمى


في مثل هذا اليوم / أمى
وفى تمام العاشرة صباحا منذ خمسة واربعين عاما تحرك موكب صغير يتكون من سيارة اسعاف تتبعها عدة سيارات ... تحرك الموكب الحزين من امام منزلنا في الاسكندرية متوجها الى قرية صغيرة

سيارة الاسعاف تحمل جثمان احب الناس الى قلبى .. جثمان امى رحمها الله والتى توفيت ليلا

كان هذا اليوم وقتها هو اول ايام عيد الاضحى ... كانت المآذن في الصباح تصدح بالتكبيرات وانا جالس على الفراش بجوار امى التى كشفت الغطاء عن وجهها انظر اليه لا اصدق وفاتها وانتظر ببراءة الاطفال ان تفتح عينيها وكأنى سأستيقظ من كابوس مخيف ولكن هيهات .. لقد ماتت احب الناس

ووصل الموكب ووقفت على البعد اشاهد الجسد وهو يوارى التراب ويغلق عليه القبر

واليوم جلست بعد صلاة الفجر استرجع ما مر بى منذ تلك اللحظات وحتى اليوم
يا الله .. ما اطوله من طريق .. وما اكثرها من احداث
قليل منها مبهج واكثرها حزين

الغريب انى تذكرت ان كل ما كان يرتبط بها او يرتبط بابى رحمه الله والذى توفى بعدها بثلاثين عاما كان مطمعا للآخرين

ميراثى منها طمع فيه خالى الكبير واغتصب غالبه
ميراثى من ابى طمع فيه اخى واختى واغتصبوا غالبه
منزلنا في الاسكندرية طمعت فيه زوجة ابى واغتصبته

الغريب انى لست حزينا على ما اغتصبوه
ولازلت منذ ان توفيت امى اذكرها كل صباح وانا ادعو لها بالرحمة حتى لحق بها ابى فادعو للاثنين كل صباح

اما من اغتصب مالهما فأدعو الله ان يبدلنى خيرا منه وان يجعله نارا تحرق بطونهم 
وابتسم في مرارة وانا اردد
اللهم ارحم امى وابى واجعل همى الآخرة واجعلنى دائما من عبادك الذين ترضى عنهم واجعل لسانى ذاكرا بالحمد لك وقلبى مطمئنا بذكرك وروحى شاخصة الى ما عندك
حقا .. الكفن ليس له جيوب ولكن من يتذكر
الحمد لله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.