ذكريات شيخ على المعاش (13) موقف طريف بينى وبين ابليس

ذكريات شيخ على المعاش

( 13 ) موقف طريف بينى وبين ابليس

بعد وفاة اخوتى جميعا لم يعد لى في الدنيا اخ غير صديق احبه كما لو كان من دمى .. أحبه واعلم انه يحبنى .. يزورنى بين الحين والآخر ونتحادث تليفونيا كثيرا وفى اخر محادثة طلب من ان أدعو له وبتلقائية قلت له أبشر يا نزار ان شاء الله ادعو لك في قيام الليل

بالامس وفى اثناء انتظارى لصلاة الفجر جلست ادعو لمن احبهم وهو منهم

دعوت له بما جال بخاطرى من تيسير امره وحفظه وعائلته

وفجأة تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

الذى رواه ابو الدرداء وذكره مسلم في صحيحه

(((من دعا لأخيه بظهرِ الغيبِ ، قال الملَكُ المُوكَّلُ به : أمِين . ولك بمِثل)))

الراوي : أبو الدرداء | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

وبعد ان كنت ساتوقف عند هذا القدر من الدعاء وبسبب تذكرى للحديث احببت ان احصل على مزيد من الخير وانا احدث نفسى ان كل ما سادعو له به سيدعو الملك الموكل بى بمثله فاخذت ازيد من الدعاء له

ثم فجأة توقفت وانا احادث وسواس جال بخاطرى ان الدعاء الاول كان خالصا لاخى نزار اما بقية الدعاء ففيه بعض الخبث لان له غرض آخر وهو ان احصل على دعاء الملك الموكل بى

نجح ابليس في ان يشتت ذهنى عن الدعاء والشعور بجمال اللحظات التى يتجرد فيها القلب من الدنيا

ولكنى حاورته وسالته وما الضير في ان يكون لى غرض انا ايضا في نصيب من الدعاء .. الست اطلب من الكريم ؟ الست اطمع في رحمته ؟ الست راغب في كرمه

تمتمت بقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وعدت للدعاء لاخى الحبيب ولكل من احبهم وانا احادث نفسى اليس من المحتمل ان يكون ربى قد الهمنى هذا الحوار الداخلى كى ازيد من الدعاء لنفسى ولغيرى رحمة بنا وهو الرحمن الرحيم

اليس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من باب الحث على الدعاء لمن نحبهم رغبة في حصولهم وحصولنا ايضا على رحمة الله

..........

نصيحة من شيخ عجوز ادعى كلما تيسر لك ذلك ... ادعى لكل من تحب وايضا لكل من تقابل .. ادعى للناس في الطريق .. ادعى لاهلك ... ادعى فلا تعرف اى من هذه الدعوات مقبول وكن دائما على امل ان يكون هذا الهام من الله انه شملك برحمته فيسر لك الدعاء ليقبله

اللهم تقبلنا من عبادك الذين تحبهم فتلهمهم الدعاء فتقبله منهم انك انت الرحمن الرحيم الحليم الكريم