إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 30 نوفمبر 2013

السياسة تفسد النفوس


السياسة تفسد النفوس
تجول الخواطر فى النفس بما مضى من ذكريات فأتذكر رحلة قمت بها فى سوريا فرغم انى عشت بها فترة طويلة قبل هذه الرحلة بسنوات الا انى اتذكر تلك الرحلة واتعجب من سرعة التغيير فى تصرفات البشر

منذ عدة سنوات كان لدى عمل فى سوريا يستلزم أن أظل فى دمشق عدة أيام ثم أذهب الى حلب فى جولة بين مصانعها وكانت تذكرتى تسمح لى بالطيران الى حلب من دمشق بعد انتهاء عملى بها

لكنى اتصلت بصديق سورى شاب أعرفه منذ اقامتى السابقة وسألته أن ياتى لنقضى يوما فى دمشق ثم نسافر سويا الى حلب بالمواصلات العادية فاقترح ان يؤجر سيارة تسهل على الانتقالات فى حلب بل وعرض ان ياتى بها ليقلنى من دمشق وبالفعل حضر وقضينا يوما فى دمشق وفى الصباح الباكر تحركنا بالسيارة الى حلب

المفترض ان تاخذ الرحلة أربع ساعات بالسيارة ولكنها أستغرقت حوالى ثمانى ساعات ليس لهطول الأمطار بشدة فالسيارة قوية ولا يعيقها المطر ولكن لأن صديقى نزار لاحظ استمتاعى الشديد بمتابعة الطريق والمزارع والقرى التى نمر عليها كما انى طلبت منه تخفيض السرعة بقدر الامكان

فى هذا اليوم كنا نتوقف فى القرى التى نمر عليها أو المدن لنحتسى بعض القهوة أو نتناول بعض الفطائر البسيطة  ولم يختلف تصرف أهل تلك المدن عما كنت اعرفه من قبل اثناء اقامتى فى حلب .... طيبة وأخلاق عالية وكرم شديد خاصة عند معرفتهم انى مصرى .... فئات مختلفة من السوريين وديانات مختلفة ولكن التصرف واحد دائما

حتى عندما وصلنا حلب وبدات جولتى بها لم يختلف الأمر عما قبل فمن قبل كان اختلاطى بالعائلات حيث كانت عائلتى تقيم معى هناك وفى هذه الرحلة كنت وحدى فكان اختلاطى برجال الاعمال وأخذت جولات فى الأسواق التى كان لى فيها اصحاب من قبل .... لم الاحظ فرق بينهم الفرق فقط كان فى الأسعار التى ارتفعت بصورة شديدة فى اقل من سبع سنوات

الآن وأنا ارى ما يحدث فى سوريا من قتل بدم بارد وتمثيل بالجثث وذبح واجتثاث للرؤس اتعجب هل تؤدى الاختلافات السياسية لهذا القدر من العنف وتباين الاخلاق ؟
هل هؤلاء هم السوريين الذين عاشرتهم من قبل وشعرت بينهم بالأمان ؟
لا أستبعد تصرفات الأخوان الآن ان تتحول الى كثير من الدموية فلسنا خيرا من أهل سورية وخاصة ان من الاخوان من يعتبر ان مخالفيهم يختلفون دينيا عنهم
اللهم الطف بمصر وأهلها وجنبنا فتنة تبيح الدم

اللهم آمين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.