إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

اللقاء الأخير ( 2 )


اللقاء الاخير
فى الحلقة الماضية علمنا انه سافر الى احدى الدول التى بها بعض جيرانه ووعدوه ان يدبروا له عملا يستطيع من خلاله تجهيز منزل الزوجية وكان الاتفاق ان يعود فى اجازة بعد سنتين ليخطبها من اهلها ويعود لاستكمال الاستعداد للزفاف طبقا لما سيكون اتفاقه مع ابيها

استمرت الاتصالات بينهما ومرت السنة الاولى وهما  يشعران بانهما كالطيور الطليقة فى سماوات الاحلام

قبل انتهاء السنة الثانية بشهور قليلة بدات تشعر بنبرة صوته تتغير ... تقتلها الهواجس ولكنها تنتظر ان يفى بوعده وينزل فى موعده

طلب التاجيل لمدة شهر فقط ووافقت على مضض والخوف يقتلها .... الشهر اصبح شهرين
اخيرا اخبرها بميعاد وصوله ... نبرة صوته حزينة ليست نبرة من سيقابل حبيبته ليحققا حلمهما وكان ميعاد المقابلة فى احد الاماكن التى اعتادا ان يتقابلا فيها رغم انها كانت تحلم برؤياه فى عملها ليصطحبها الى حيث يجلسان سويا

ذهبت فى الموعد فوجدته جالسا ينتظرها ... حزينا مهموما فتحولت هاجسها الى اشواك فى قلبها
نظر اليها طويلا بصمت ... يتامل عينيها وملامحها .. كانه يتشبع برؤيتها
 لم تحتمل الصمت وسالته عما به  
اجبها دون مواربة : لقد تزوجت
انتفضت وسالته لماذا وكيف كان يخدعها
بهدوء اجاب للحصول على اقامة البلد وانها يجب الا تنتظره
بكل حنقها وشعورها بالخديعة تتمتم بالدعاء على من خانها وظلمها وتنصرف


يظل جالسا مكانه الى ان تختفى ثم ينحنى على المنضدة واضعا راسه بين يديه وياتى اهل الخير ليقوموا برفعه عن الارض بعد ان سقط ..... ميتا

بعد عدة ايام تعلم بموته فتنتابها مشاعر متداخلة من الراحة والحزن ... الراحة لان الله انتقم منه سريعا والحزن ان دعائها سبب موته
ولن تعلم ابدا انه لم يتزوج بل علم منذ شهور باقتراب النهاية لمرض لا يرحم
.........

ترى ايهما اشد قسوة الشعور بالخيانة أم انتظار الموت 
وتظل الدنيا منبعا لاحزان لا تنتهى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.