إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 23 نوفمبر 2013

تمن الغربة


تمن الغربة
عاش سنين طويلة فى الغربة باحثا عن فرصة أفضل لحياة عائلته
كانوا مثل الذى يشرب من ماء البحر ... كلما شرب ازداد عطشا ... كانوا يشربون ولا يرتوا ... لم يتذمر ... لم يكل أو يتعب

تمر السنين ... يتعب ... يمرض ... يكتفى من الغربة ... يشده الحنين الى أهله وجيرانه ومكانه المعتاد فى بيته

يعود الى وطنه ... يحمل ألام الغربة والمرض ... يحمل الكثير من الأشواق والحنين لصحبة الأهل ونسيم هواء لم يتنشقه لسنين

فى أول يوم شعر ببرودة اللقاء ... فلم يتعودوا على وجوده
فى المساء اجتمعوا ... اخبرهم بمرضه الشديد .... سمع همهمات باحتياج العلاج الى الكثير فلماذا عاد

ضحك ... ضحك بشدة حتى ادمعت عيناه ... بل نزفت عيناه ... روحه تنزف دموعا ضاحكة !!

عاد الى غربته  يحمل فوق مرضه أمراض

قلت اتصالاته باهله حتى انقطعت

تساؤل صاحب المنزل عن غيابه لشهر دفعه الى الحديث مع جيرانه ... سيارته لم تتحرك لأيام طويلة
انتظروا شهرا آخر ... كسروا باب منزله

وجدوا هيكلا عظميا يرتدى ملابسه وفى احد جيوله ورقة يوصيهم ان يدفنوه فى مكة ... عسى قربه من الكعبة يخفف من غربته الاخرى

مات صاحبنا فى صمت .... مات فى غربة ... وحمله الى مقره الأخير غرباء

ترى هل هناك فرق بين أن يحمله أولاده أم يحمله الغرباء ؟

ليس مهما من يحملك الى مقرك الأخير
ليس مهما من يحملك بل المهم ماذا تحمل معك

كان حمله فى الدنيا هو الغربة والألم

تركهم على سريره وحمل معه .... العمل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.